Galeri

سعادتك في شكرك

أيها المسلم، شكرك على نعم الله عز وجل مفتاح سعادتك. فيه زيادة النعمة، فمن شكر على نعمه فتزداد تلك النعم كل الزيادة. ووجودها كثيرة ومختلفة لا تحصى ولا تحدد، إما في الخشوع والهدوء على عبادته، وإما كثرة الأموال والأرزاق الحلالة والبراكة، وإما في الأولاد الصالحة والمطيعة والذكية، وهلم جرا. قال عز وجل: “وَإِنْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَإِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيْدَنَّكُمْ وَلَإِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيْدٌ” (إبراهيم: 14/ 7). وقال جل وعلى: “كُلُوْا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوْا لَهُ” (سبأ: 34/ 15). وقال: “وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِيْنَ” (آل عمران: 3/ 145).
أيها المسلم ، ألا تدرى كلما تحركت أعضاء جسدك ففيها نعم الله. وأنت قد سمعت وقرأت تلك الآيات الطيبة مرة كثيرة، ولكنّك لا تفهم معناها ومضمونها جيدا، حتى يصعب علي روحك وجسدك تطبيقها في هذه الحياة، أو لأن طبيعة إراداتك بعيدة عن نهاية وكمالة.
ماذا تريد أيها الضعيف المتحيّر ؟
E حين سكنت في البَرّ، تشوّقت البحرَ وشاطئه ، وحين وصلْت إليه، تشوقت البرّ.
E حين جاء الصيف تسأل متى جاء المطر، وحين أعطاك الله مطراً تسأل عن الصيف.
E حين سكنت في بيتك هدوءةً، تريد الذهاب إلى أي مكان، وحين حصلت إليه فتريد الرجوع إلى بيتك.
E حين وجدْت السكينة، تطْلب الاحتفال، وإذا وجدْته فتشوَّقت السكينة.
E امتلكت أسرةً ، ولكنك موحش بلا أوﻻد ، لأنه عز وجل لا يعطيك الأولاد، وحين أعطاك الله الأولاد فأنت حازن أيضا لأن رزقك ناقص وقليل. ماذا تريد أيها الضعيف المتحير ؟
أصبح الأمر يظهر جميلا قبل أن يكون لك.
كن شاكرا، لأن الشكر سيجعلك ساعدا. وقد تُغطّي قطعة الورقة أرضا، وأنت لا تستطيع أن تَتَغطِّيَ كفّيك نفسك، ولكن إذا لصقت الورقة الصغيرة في العين، فكأن سعة الأرض قد استترت كلها. وهكذا، إذا تَغَطَّى قلبك بأمورٍ سيئةٍ ، فكأن كل شيئ الذى لا يوافقك صار سيئا قبيحا. وكأن الأمور الموجودة فيها سيئة كلها، مع أن قلبك قلب متغطي.
لا تستر قلبك بورقة صغيرة. ولا تُغطيه بقطعةٍ من الأوساخ، واشكر على نعمة ربك، ولو كانت صغيرة. ينبغى عليك أن لا تنظر إلى كِلَّتِها وصغارها، ولا تسأل عن “ما” و”كم” من النعمة تقبل، ولكن اسأل نفسك “مَن يعطى تلك النعم”. إذا فرحت بهدية القلم من رئيس جمهورية مثلا، لماذا لا تفرح عن النعمة التى أعطاها مالك العالم. ثبّت أقدامك في سبيله المستقيم ستكون ناجحا.
أيها المسلم، اعلم أن القلب مكانة الشكر، إذا حسن قلبك فحسن شكرك، وإذا ساء قلبك ساء شكرك وأخلاقك. وإذا استتر قلبك بضَباب المعاصى فاستتر كل شيء من عينيك. واشكر على ما وجدت، ومن هنا قد أكرمْت نفسك. تعلّمْ عن الشكر إليه، لأن الحياة وقت مرتهن، وأن المال فضل من الله المتأمّن.

Tinggalkan komentar